هذا شرفك يا مؤمن إن كنت لاتعلم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاةُ والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته**
كلماتٌ بِ عُنوان
شرف المؤمن أي العبادة
لأن العبادة في الحقيقة هي شرف المؤمن بل إن العبادة هي التي تبين منزلة العبد عند خالقة وعند المخلوق كُلما إزدادت العبادةُ إزدادت منزلةُ العبدِ عند خالقهِ سبحانه وتعالى وفي قلوب الناس فنتحدث عن العبادةَ لأنها الحكمة من الخلق (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) لِما لا نتحدثُ عن العباده وهي سببُ خضوع العبد لخالقه فكلما إزداد العبد عبادتاً إزداد خضوعاً وإنقياداً لله تعالى وكل ماقلت عبادتُةُ قل خضوعة وازداد تمرداً على خالِقِه لِما لا نتحدث عن العبادة وقد كان أكرمُ الناس وأشرفُ الناس نبيونا صلى الله عليه وسلم أكثر الناس عبادتاً لقد من ربُنا ورزق هذه الأمة جيلاً عابداً منقاداً جيلاً صار مضربا الأمثال فإن آمنوبمثل ماآمنتم به يضربُ به المثل بِإيمانِهم وعبادتِهم وانقيادِهم فإذا شغل القلبُ بالآخِرة وامتلأ بالعمل لها رُزق العبدُ من الله الآخِرة والدُنيا وإذا إنشغل العبدُ بالدنيا وامتلأ قلبُهُ بِها وانشغل بأهوائها خسر الدنيا والآخرة قال نبيُنا صلى الله عليه وسلم : من كانت الآخِرَةَ همْه جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتتهُ الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه فرق الله شمله وجعل فقرهُ بين عينيه ولم يأتِه من الدُنيا إلا ما كتب لهْ ولذا أيها الأحباب سنبحر في سير بعض الأكرمين عسى أن ننتفع بعبيرِ آثارِهمْ فإني دائماً أقولُ مقولةَ شَيخي **أحبُ الصالِحينَ ولستُ مِنْهُمْ لعَلي أنْ أنالَ بِهِمْ شَفاعة وأكرهُ من سَجِييَتُهُ المَعاصي وإن كنا سوائاً فِلْبِضاعه **ونُقدِم أيها الأحباب بسيرةَ سيدِ الأكرَمين محمد صلى الله عليه وسلم المدرسة التي تخرج منها هذه الأجيال جيلُ الصحابه الكِرام وأفلحت الأجيال التي تربت على هذا المنهج القويم كان حَبيبُنا صلى الله عليه وسلم يقرأ الآيةَ الواحدةَ يردِدُها ليلةً كاملةً وهوَ يبكي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى سمع لهُ أزيز كَأزيز المِرْجَلْ من خشيةَ الله عز وجل كان يقومُ الليل حتى تتفطَرَ قدماه صلى الله عليه وسلم فلما قيل له [يا رسول الله أوليس قد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك :قال أفلا أكون عبداً شكورا] كان يسيرُ يوماً فسمع قارئاً يقول (هل أتاك حديثُ الغاشيه) فبكى صلى الله عليه وسلم وقالَ [نعم أتاني نعم أتاني] قال يوماً لأبي موسى الأشعري أقرأ قالَ يا رسول الله أأقرأُ القرآن وعليك أنزل قال إقرأ إني أُحبُ أن أسمعهُ من غيري فقرأأبو موسى الأسعري وأِفتتح من سورةَ النساء حتى وصل إلى قول الله تعالى(فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بِشَهيد وجئنا بك على هآؤلاء شهيدا) فقال[حسبُك حسبُك] قال فنظرت إليه فإذا عيناه تجرفان صلى الله عليه وسلم وفي هذه المدرسه تخرج الأبطال أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه الرجل الأثيف الذي كان إذا صلى باناس لايسمع صوتُه من شدَتَ بُكائِهِ رضي الله عنه وأرضاه صديقُ هذه الأمة يرى يوماً طائراً فيقول طائرٌ يطير وينتقل من شجرةٍ إلى شجرة ياليتني كنت طائرا من الذي يقولُ هذا أنه أعبدو هذه الأمه بعد الأنبياء - عمرابنُ الخطاب رضي الله عنه وأرضاه كان في وجهِهي خَطانِ أسودان من شدةَ البكاء كان يقرأُ الآيه فيبكي حتا يعودهُ الناس لما طعن رضي الله عنه وأرضاه كان يغشى عليه فتصعُبُ إفاقتُه فقال لهم أحدُهُم وأرادو أن يفيق قال لهم زكروه بالصلاة فقالو الصلاة الصلاة ياأمير المؤمنين ففزع رضي الله عنه وقال لاحق في الإسلام لمن لا صلات له وصلى رضي الله عنه وجُرحُه ينزف عثمان إبن عفان رجُلُ القُرئآن (أمن هُوَقانتٌ آنأء الليل ساجدا وقائِما يحذرو الآخِرة ويَرجو رحمَةَ ربِهَ) هذه الآيه نزلت في عثمان وفي أمثالِهِ رضي الله عنهم وأرضاهم عثمان الذي كان يقول واللهِ لو طَهُرة قُلوبُنا لما شبعنا من كلام ربِنا تقولُ زوجتُهُ رضى الله عنها لما حاصرهُ القتلةَ وأرادو أن يقتُلوه قالت إن يقتُلوه فإنما يقتلو رجُلاً كان يحيي ليلهُ بالقرآن كاملا قتل رضي الله عنه وهو يقرأ القرآن كان إذا ذكر القبرُ أمامهُ بكا بكاءً شديداً فلما سُئِلَ قال القبرُ أول منازل الآخرة من نجا منه نجا مما بعده أسألو الله أن نكون من الناجين منه - عليُ إبن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه الرجل العابد كان يقول والله لوأني أعلم أن الله قَبِلَ مني حسنتاً واحدةً لتكلتُ عليها لأن الله يقول إنما يتقبل الله من المتقين مر عليه رجلٌ وهو يصلي فقال في نفسه صيام في النهار قيام في الليل وتعب مادون ذالك فسمعه علي رضي الله عنه فلما إنتها من صلاته قال له إن صفر الأخرة طويل ويحتاج إلى سير الليل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلة قُرةُ عيني فصلاة أي قمةَ المتعه التي يجدها الإنسان وقمة الشهوة التي يجدها الإنسان في الدنيا كان يجدها حبيبنا صلى الله عليه وسلم في الصلاة ويقول علي أبن حاتم اطائي الجوادُ إبن الجواد رضي الله عنه يقول ماجائت صلاةٌ إلا وقد أخذتُ لها رهبتُها وماجائت صلاةٌ إلا وأنا لها بالأشواق هكذا تحولت العباده عندهم إلا لذةً يتمتعون بها -يقول الفضيل ابن عياظ رحمه الله تعالى قال إذا غربت الشمس فرحت باظلام لماذا كان يفرح ياأحباب أكان ينتظر مباريات كرة القدم أم المسلسلات والأفلام أم الفتيات قال إذا غربت الشمس فرحت بخلوتي بربي الله أكبر الله أكبر لماذا يافضيل لأنه سيقابل الآن رب العالمين وسيناجي الله رب العالمين هاكذا فاقت عندهم متعة العبادة لذة أهواء الدنيا -يقول أبو سليمان الداراني قال إن أهل العبادة في عبادتهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ولولاقيام الليل ما أحببت البقاء في الدنيا أين هذا من العشرات من الشباب الذين نسمعهم وهم يقولون لولا هذه الجلسه يلعبون الشده أوالغناء أو الفتاة أوالدخان إلخ... ماأحببت البقاء في الدنيا -يقول محمد أبن المنكدر لم يبقى من لذات الدنيا إلا ثلاث قيام الليل ولقاء الإخوان والصلاة في جماعة هذه الذات التي كانو يتمتعون بها وتنشرح لهم بهاصدورهم - دخل يوماً أبو حنيفة النعمان المسجد فصلى العشاء وخرج الناس وقام يصلي فأراد الآذن أن يغلق المسجد فأطال أبو حنيفه فتركه وأغلق المسجد قال فلما عدت لصلاة الفجر قال وجدته قائماً يصلي فلما سمع صوتي أسرع وسلم ثم قال لي أتريد أن تغلق المسجد يظن أن العشاء بعد قائم ولم يمض عليه الليل -وهذا عامر إبن عبد الله سمع يوماً المؤذن يؤذن لصلاة المغرب وهوَ يجودُفي نفسِهِ مرضاً شَديد فقال خُذو بيدي فقيل له إنك عليل وقد عظَرَكَ الله فقال والله إني لأستحي أن أسمع منادي الله ولا أُجيب الله أكبر كم هم اليوم الذين يسمعون ولا يجيبون فدخل في صلاة المغرب فركع مع الأمام ركعةً ثم مات قل لي بالله العظيم كيف يبعث يوم القيامه [ياقومنا أجيبو داعيَ الله وآمنو به يغفر لكم من ذنوبكم وين جدكم من عذابٍ أليم ومن لايجب داعيَ الله فليس بمعجرٍ في الأرض وليس له من دونهِ أولياء أُلئكَ في ضلال مبين]


لاتنسونا مندعاءكم***[code]

تسلم إحنا وياكم يارب
الله يرحم وآلديك